Ideas into movement
Boost TNI's work
50 years. Hundreds of social struggles. Countless ideas turned into movement.
Support us as we celebrate our 50th anniversary in 2024.
إن اعتماد المغرب الكبير على واردات الوقود الأحفوري لتلبية أكثر من 90% من احتياجاته من الطاقة يجعل تأمين إمدادات الطاقة المحلية أمرًا حاسمًا. ومع ذلك، فإن خطط البلاد الرامية إلى تصدير أكثر من 70% من من إنتاجها للهيدروجين الأخضر إلى أوروبا بحلول عام 2050 تثير تساؤلات حول هذا الالتزام.
يجري الآن تحول كبير في منطقة كلميم-واد نون الشبه قاحلة في جنوب غرب المغرب. وقد كانت هذه المنطقة تعتمد تاريخيًا على الزراعة وتربية المواشي، وهي تبرز كمركز للهيدروجين الأخضر، وذلك لتلبية احتياجات أوروبا من الطاقة في المقام الأول. تقوم الشركات الأوروبية بتنفيذ مشاريع واسعة النطاق، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن النفوذ الاستعماري الجديد، والتنمية غير المتكافئة، والديناميكيات الجيوسياسية المعقدة.
على الرغم من أن الهيدروجين الأخضر يتم تقديمه على أنه تطور مستدام للطاقة وفرصة تنموية للمغرب، إلا أن السرديات المحيطة بمبادرات الهيدروجين الأخضر تتطلب فحصًا دقيقًا. تستكشف هذه الدراسة الآثار الجيوسياسية التي تحجبها الخطابات الواعدة حول الهيدروجين الأخضر في المغرب. فخلف هذه الواجهة البيئية الحديثة، تكمن تحالفات استراتيجية بين الكيانات الأوروبية، والعمالقة الشركات، والنخب المغربية.
إن الاندفاع نحو الهيدروجين الأخضر كحل عالمي للطاقة يجلب تحديات معقدة، غالبا على حساب المجتمعات المحلية والنظم البيئية. وتعتبر المخاوف بشأن ملكية الأراضي والوصول العام إلى المياه أمرًا بالغ الأهمية، حيث أصبح استغلال الأراضي والمياه من القضايا الملحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قضايا الشفافية التي يرتكبها كل من الجهاز السياسي للدولة والشركات الخاصة تزيد من تعقيد الوضع.
يجب على تحول الطاقة في المغرب إعادة النظر في مناهجه، بحيث لا يهدف فقط إلى التغيير ولكن إلى مستقبل طاقة مستدام متجذر في مبادئ العدالة والإنصاف والاستدامة البيئية. يتطلب التحول المستدام والعادل للطاقة اتباع نهج مدروس وشامل يفكك هياكل الطاقة الحالية ويبني عليها. ويجب أن تشمل هذه العملية المجتمعات المحلية وتعطي الأولوية للعدالة والمساواة للناس قبل الربح.